للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنور الَّذي هو من صفاء اللون مثل نور اللآلئ واليواقيت وسائر الجواهر وكل شيء له نور صاف.

والنور الَّذي هو من جهة المدح قول الناس: فلان نور البلد (١) وشمس العصر.

قال الشاعر:

فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا ما بدت لم يبد منهن كوكب (٢)

وقال آخر:

إذا سار عبد الله من مرو ليلة ... فقد سار منها نورها وجمالها (٣)

فيجوز أن يقال: الله -سبحانه وتعالى- من جهة المدح، لأنه واجد الأشياء، ونور جميع الأشياء منه، دون سائر الأوجه؛ لأن النور المحسوس الَّذي هو ضد الظلمة (لا يخلو) (٤) من شعاع وارتفاع وسطوع ولموع وهذِه كلها منفية عن الله سبحانه؛ لأنها من أمارات الحديث.

قالوا: ولا يجوز أن يقال لله سبحانه: يا نور إلَّا أن يضم إليه شيء، كما لا يجوز أن يقال: يا بديع إلَّا أن يضم إليه شيء، كما قال الله


(١) في (م): البيت.
(٢) البيت للنابغة الذبياني كما في "ديوانه" (٧٦)، من قصيدة يمدح بها النعمان ويعتذر إليه.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ٢٥٦.
(٤) في الأصل: لايخ، وهو خطأ، والتصويب من (م)، (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>