للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (١) و: {نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (٢).

وقرأ علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (الله نَوَّر السماوات والأرض) على الفعل (٣).

{مَثَلُ نُوُرِهِ} اختلفوا في هذِه الكناية: فقال بعضهم: هي عائدة إلى المؤمن (٤) أي: مثل نوره في قلب


(١) البقرة: ١١٧، الأنعام: ١٠١.
(٢) قلت: ولا تخلو هذِه الأقوال من تأويل، والحق -وهو مذهب أهل السنة والجماعة- إثبات النور كصفةٍ ذاتية لله -عَزَّ وَجَلَّ- مع تنزيه الله عن مشابهة خلقه وهي ثابتة بالكتاب والسنة، وعد بعضهم (النور) من أسماء الله تعالى.
قال ابن القيم:
والنور من أسمائه أيضًا ومن ... أوصافه سبحان ذي البرهان
انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ٦/ ٣٧٤، "الكافية الشافية" لابن القيم ٢/ ١٠٥، "مختصر الصواعق المرسلة" لابن الموصلي ٢/ ٣٥٠، "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم (٤٥)، "النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى" للنجدي ٢/ ٦٧٧.
(٣) وهي قراءة شاذة. نسبها ابن حبيب في "تفسيره" ٢٠٩/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٦٥/ ب كلاهما من رواية الحارث الأعور عنه، والحارث الأعور في حديثه ضعف وكذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض، "تقريب التهذيب" لابن حجر (١٠٣٦).
وانظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (١٠١)، "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ٢/ ١٨٢، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٤١٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٤٠٣، "غرائب التفسير" للكرماني ٢/ ٧٩٧، "الكامل في القراءات الخمسين" للهذلي ٢٢٣/ أ.
(٤) وهو قول أُبي بن كعب وسعيد بن جبير والضحاك.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>