للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال السدي: بيوت (١) المدينة (٢).

وأولى الأقوال بالصواب: أنها المساجد لدلالة سياق الآية على أنها بيوت بنيت للصلاة والعبادة (٣).

فإن قيل: ما الوجه في توحيد المشكاة والمصباح وجمع البيوت، ولا يكون مشكاة واحدة إلا في بيت واحد.

قلنا: هذا من الخطاب المتلون (٤) الذي يفتح بالتوحيد ويختم بالجمع، كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} (٥) ونحوها.


= وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٠٤ عن مجاهد وعزاه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ٤٦ إلى مجاهد أيضًا.
وهذا القول بعيد جدًّا فهو تخصيص بلا مخصص ومخالف لسياق الآية.
(١) من (م)، (ح).
(٢) انظر: "تفسير ابن حبيب" ٢١١/ أ، "الكفاية" للحيري ٢/ ٦٦/ أ، "غرائب التفسير" للكرماني ٢/ ٧٩٩، وجعله من الغريب.
وهذا القول بعيد أيضًا لأنه تخصيص بلا مخصص ومخالف لسياق الآية.
(٣) وهذا قول الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٤٥.
(٤) وهو المعروف في علم المعاني بالالتفات، وحقيقته الرجوع عن أسلوب من أساليب الكلام إلى غيره، وهو كثير في كلام العرب، وفائدته نظرية سمع السامع وإيقاظه للإصغاء، وهو أنواع متعددة منها ما ذكره المصنف وهو الألتفات من خطاب الواحد إلى الجمع.
انظر: "فقه اللغة" للثعالبي (٣٦٦)، "بصائر ذوي التمييز" للفيروزآبادي ١/ ١٠٩، "الكليات" للكفوي (١٦٩)، "الإتقان" للسيوطي ٥/ ١٧٣١، "قواعد التفسير" للسبت ١/ ٢٧١.
(٥) الطلاق: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>