للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مقاتل: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية (١) حزن أصحابه فأطعمهم الله تعالى نخل خيبر (٢) ووعدهم أن يدخلوا العام المقبل مكة آمنين وأنزل هذِه الآية (٣).

وفيها دلالة واضحة على صحة خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وإمامة الخلفاء الراشدين - رضي الله عنه - (٤).


(١) قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحتها، وبعض الحديبية بالحل وبعضها بالحرام.
انظر: "معجم ما استعجم" للبكري ٢/ ٤٣٠، "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٢٢٩.
(٢) واحة بالحجاز على بعد ٩٥ كيلو متر شمال المدينة النبوية تقع في حرة ترتفع عن سطح البحر بها عدة قرى أهمها خيبر التي تقع في وادي الزيدية كان ينزل بها اليهود في صدر الإسلام وقد فتحها النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة ٧ للهجرة وهي مشهورة بالتمر. انظر: "معجم ما استعجم" للبكري ٢/ ٥٢١، "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٤٠٩، "الموسوعة العربية الميسرة" ١/ ٧٧٠.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٢٠٦، "تفسير ابن حبيب" ٢١٢/ أ، "الكفاية" للحيري ٢/ ٦٨/ أ.
(٤) حكاه القشيري عن ابن عباس - رضي الله عنه - وحكاه النقاش عن الضحاك.
وقال به ابن فورك وابن حبيب والحيري واختاره ابن العربي وقال: قال علماؤنا هذِه الآية دليل على خلافة الخلفاء الأربعة - رضي الله عنه -، ثم أطنب في الأستشهاد بهذِه الآية على ذلك.
وقيل: هذِه الآية ومحمد لجميع الأمة بملك الأرض كلها تحت كلمة الإسلام وليست خاصة بالخلفاء الأربعة - رضي الله عنه -. واختار هذا القول ابن عطية كما في "تفسيره" حيث قال: الصحيح في الآية أنها في استخلاف الجمهور.
والقول بالعموم هو الصحيح وإن كان الخلفاء الأربعة يدخلون في ذلك دخولًا أوليّا لأن الأمة الواحدة يخاطب موجودها ويدخل في ذلك المعدوم تبعًا للموجود والله أعلم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>