للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الأعرج حرج ولا على المريض حرج في التخلف عن الجهاد في سبيل الله قال هاهنا تمام الكلام، وقوله {ولَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} الآية كلام منقطع عما قبله (١).

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: تحرج قوم عن الأكل من هذِه البيوت لما نزل قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} (٢) قالوا: لا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٣).

{وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ}.

قال ابن عباس: (عني بذلك) (٤) وكيل الرجل وقيمه في ضيعته


= ونسبه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٥٦٦، ومكي في "الإيضاح" (٣٦٩)، وابن فورك ٣/ ١٦/ أ.
(١) وهذا ما اختاره الشافعي في "الأم" ٤/ ١٦٢، وقال: وهو أشبه ما قالوا وغير محتمل غيره، ورده الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٧٠ - ١٧١ وذلك لأن قوله (أن تأكلوا) خبر ليس وأن في موضع نصب على أنها خبر لها فهي متعلقة بليس فمعلوم بذلك أن معنى الكلام ليس على الأعمى حرج أن يأكل من بيته لا أنه لا حرج عليه في التخلف عن الجهاد.
(٢) النساء: ٢٩.
(٣) أخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (٢٤٥) (٤٤٨) من طريق علي بن أبي طلحة بهذا اللفظ.
(٤) من (م)، (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>