للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: قد ذكر في هذا الحديث أنهم آمنوا بنبيهم واستخرجوه من حفرته، فلا ينبغي أن يكونوا المعنيين بقوله: {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} لأن الله تعالى أخبر عن أصحاب الرس أنه قد دمرهم تدميرًا، إلا أن يكونوا دُمّروا بأحداث أحدثوها بعد نبيهم الذي استخرجوه من الحفرة وآمنوا به فيكون ذلك وجهًا (١).

وقد ذكر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قصة أصحاب الرس ما يصدق قول عكرمة وتفسيره.

وهو ما يروي علي بن الحسين زين العابدين (٢)، عن أبيه (٣)، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن رجلًا من أشراف بني تميم يقال له: عمرو أتاه فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا؟ وأين كانت منازلهم؟ ومن كان ملكهم؟ وهل بعث الله تعالى إليهم رسولًا أم لا؟ وبماذا أهلكوا؟ فإني أجد في كتاب الله تعالى ذكرهم ولا أجد خبرهم.


= يصرح بالسماع وهو صدوق يدلس والخبر أيضًا مرسل.
وأما المتن ففيه غرابة، قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٠٧ عنه: فيه غرابة ونكارة ولعل فيه إدراجًا.
ومن غرائبه أنه لا يعرف من الأمم آمنوا جميعًا بنبيهم فلم يهلكهم الله إلا قوم يونس. قال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: ٩٨].
(١) قاله الطبري بنصه في "جامع البيان" ١٩/ ١٥.
(٢) ثقة ثبت.
(٣) صحابي جليل مشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>