للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال له علي - رضي الله عنه -: لقد سألت عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك ولا يحدثك به أحد بعدي، وكان من قصتهم يا أخا تميم أنهم كانوا قومًا يعبدون شجرة صنوبر يقال لها شاه درخت، وكان يافث ابن نوح غرسها على شفير عين يقال لها: دو شأن كانت أنبتت لنوح عليه السلام بعد الطوفان.

وإنما سموا أصحاب الرس: لأنهم رسّوا نبيهم في الأرض، وذلك قبل سليمان بن داود عليه السلام، وكانت لهم اثنتا عشرة (١) قرية على شاطئ نهر يقال له: الرس من بلاد المشرق، وبهم سمي (٢) ذلك النهر، ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ولا أعذب ولا قرى أكثر سكانًا ولا أعمر منها، وكان أعظم (٣) مدائنهم اسفندياد، وهي التي ينزلها ملكهم وكان يسمى تركون بن عابور بن ياوش بن شارن بن نمرود بن كنعان.

وبها العين والصنوبرة، وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة، فنبتت الحبة، وصارت شجرة عظيمة، وحرّموا ماء العين والأنهار فلا يشربون (منها هم) (٤) ولا أنعامهم، ومن فعل ذلك قتلوه، ويقولون: هي حياة آلهتنا، فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتها، ويشربون هم (٥) وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه


(١) في (ح): اثني عشرة، وفي باقي النسخ اثنا عشر، والمثبت هو الصواب.
(٢) في الأصل: سمع. والمثبت من (م)، (ح).
(٣) ساقط من الأصل، وفي (ح) أعمر، والمثبت من (م).
(٤) في الأصل: منهم، والمثبت من (م)، (ح).
(٥) من (م)، (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>