للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المروي أنّ الله تعالى يقول: "من آذى وليًّا من أوليائي فقد بارزني بالمحاربة" (١).

وقيل: إنّ ذكر الله تعالى في قوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ} تحسين وتزيين لافتتاح الكلام، والقصد بالمخادعة الذين آمنوا (٢) كقوله قولهّ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} (٣).


(١) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتَّى أحبه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته". أخرجه البُخاريّ كتاب الرقاق، باب التواضع (٦٥٠٢).
(٢) وورد نحوه من حديث أبي أمامة مرفوعًا، وفيه: "فقد بارزني" ومن حديث معاذ مرفوعًا، ولفظه: "فقد بارز الله بالمحاربة". وإسناداهما ضعيفان. انظر "فتح الباري" لابن حجر ١١/ ٣٤٢، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٢٩، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٧٠، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٣٣.
(٣) الأنفال: ٤١. قال الطبري: وخداع المنافق ربه والمؤمنين، إظهاره بلسانه من القول والتصديق خلاف الذي في قلبه من الشَّك والتكذيب؛ ليدرأ عن نفسه بما أظهر بلسانه حكم الله -عز وجل- اللازم من كان بمثل حاله من التكذيب، لو لم يظهر بلسانه ما أظهر من التصديق والإقرار، من القتل والسباء، فذلك خداعه ربه وأهل الإيمان. وقال ابن كثير: وقوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} أي: بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر، يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك، وأنَّ ذاك نافعهم عنده.
"جامع البيان" للطبري ١/ ١١٨، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>