للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قوم: (السرف) مجاوزة الحد فِي النفقة و (الإقتار) التقصير عما ينبغي مما لا بد منه، وهذا الاختيار (١) لقوله: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ} أي: وكان إنفاقهم بين ذلك {قَوَامًا} عدلًا قصدًا (٢) وسطًا بين الإسراف والإقتار.

قال إبراهيم رحمه الله: لا يجيعهم ولا يعريهم، ولا ينفق نفقة يقول النَّاس قد أسرف (٣). وقال مقاتل: كسبوا طيبًا، وأنفقوا قصدًا، وقدموا فضلًا، فربحوا وأنجحوا (٤).

وقال يزيد بن أبي حبيب فِي هذِه الآية: أولئك أصحاب النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- كانوا لا يأكلون طعامًا للتنعم واللذة، ولا يلبسون ثوبًا للجمال، ولكن كانوا يريدون من الطعام ما يسد عنهم الجوع ويقويهم على عبادة ربهم ومن الثياب ما يستر عوراتهم، ويكنّهم من الحُر والقُرّ (٥) (٦).


(١) ورجحه الطبري فِي "جامع البيان" ١٩/ ٣٨ وكذلك ابن كثير فِي "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٢٢، والشنقيطي فِي "أضواء البيان" ٦/ ٣٥١.
(٢) من (م)، (ح).
(٣) أخرجه الطبري فِي "جامع البيان" ١٩/ ٣٨، وابن أبي حاتم فِي "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٢٥ عنه.
(٤) لم أقف عليه فِي تفسيره عند هذِه الآية.
ونسبه إليه ابن حبيب فِي "تفسيره" ٢١٧/ أ، والحيري فِي "الكفاية" ٢/ ٧٦/ ب.
(٥) فِي (ح): البرد. والقُرُّ: البرد عامة بالضم والقَّرُّ: اليوم البارد.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٨٢ قرر.
(٦) أخرجه الطبري فِي "جامع البيان" ١٩/ ٣٨، وابن أبي حاتم فِي "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٢٥ عنه.
وذكره السيوطي فِي "الدر المنثور" ٥/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>