للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا قول مجاهد (١). ثمَّ اختلفوا في وجهها.

فقال بعضهم: هذا رد من موسى -عليه السلام- على فرعون حين امتن عليه بالتربية فقال: لو لم تقتل بني إسرائيل لرباني أبواي فأي نعمة لك عليّ (٢).

وقيل: ذكر إساءته إلى بني إسرائيل فقال: تمنّ عليّ أن ربيتني وتنسى جنايتك علي بني إسرائيل (٣).

وقيل معناه: كيف تمنُّ عليّ بالتربية وقد استعبدتَ قومي ومَن أُهين


(١) أخرج ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٧٥٦، وآدم في "تفسير مجاهد" (٥١٠) عن مجاهد قال: يعني قهرتهم واستعبدتهم واستعملتهم. يعني: كيف تمن على وهو قهر واستعباد منك لبني إسرائيل.
وأخرج عبد الرزاق في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٧٤ عن معمر عن قتادة: قال يقول موسى لفرعون أتمنُّ عليَّ أن اتخذت أنت بني إسرائيل عبيداً. وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ٦٩ من طريق عبد الرزاق به عنه، ولم يقل به من النحاة إلا الأخفش وأنكره النحاس في "معاني القرآن" ٥/ ٧٢.
قال: وهذا لا يجوز لأنَّ الاستفهام إذا حذفت منه الألف زال المعنى إلا أن يكون في الكلام أم أو ما شابهها.
وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ١٧٧، و"الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٥١٧.
(٢) في (م): عندي. والقول ذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٨٧ بلا نسبة وكذا البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١١٠، ونسبه الواحدي في "الوسيط" ٣/ ٣٥٢ للأزهري، ونسبه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ١٢١ للمبرد والزجاج والأزهري.
(٣) انظر: "تفسير ابن فورك" ٢/ ٢٥/ ب، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ١١٠.
ونسبه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ١٢١ لمقاتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>