للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدل عليه حديث السقاء في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام يقرأ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (١) فرمى بقربته فأتاه آت في منامه بقدح من شراب الجنة فسقاه.

قال أنس - رضي الله عنه -: عاش بعد ذلك نيفاً وعشرين سنة لم يأكل ولم يشرب على شهوة (٢).

وقال علي بن قادم: كان عبد الرحمن بن أبي نُعْم لا يأكل في الشهر إلا مرة فبلغ الحجاج فدعاه وأدخله بيتاً وأغلق عليه بابه ثمَّ فتحه بعد خمسة عشر يوماً ولم يشك أنَّه مات فوجده قائماً يصلي فقال: يا فاسق تصلي بغير وضوء فقال: إنما يحتاج إلى الوضوء من يأكل ويشرب، وأنا على الطهارة التي أدخلتني عليها هذا البيت (٣).


(١) هود: ٦.
(٢) لم أقف عليه فيما بين يدي من مراجع إلا عند ابن حبيب في "تفسيره" ٢٢٠/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٨٣/ أ، وهو معارض لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}، ومعارض أيضاً لمفهوم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له إنك تواصل قال: "وأيكم مثلي". وفي بعض ألفاظه: "إني لست كهيئتكم".
(٣) نسبه إليه ابن حبيب في "تفسيره" ٢٢٠/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٨٣/ أ. والخبر لم أقف له على إسناد وعلي بن قادم لم يلق عبد الرحمن بن أبي نعم. وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" ٥/ ٦٩ عن عطاء بن السائب قال كان عبد الرحمن بن أبي نعم يواصل خمسة عشر يوماً لا يأكل ولا يشرب، وأخرج أيضاً عن مغيرة أن عبد الرحمن بن أبي نعم نصح الحجاج في القتل فهم أن يقتله فلم يقتله.
وهذا الخبر مخالف للنقل والعقل والظاهر أنَّه من شطحات وخيالات أهل التصوف، وإلا فقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال رحمة بأمته ونكّل بمن واصل فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصوم فقال له رجل من =

<<  <  ج: ص:  >  >>