(٢) أخرج البخاري كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: واتخذ الله إبراهيم خليلا (٣٣٥٨) ومسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل إبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم - (٢٣٧١) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يكذب إبراهيم النبي -عليه السلام- قط إلا ثلاث كذبات: ثنتين في ذات الله قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وواحدة في شأن سارة .. " ثمَّ ذكر قصتها مع الملك الجبار. وإطلاق الكذب على الأمور الثلاثة لكونه قال قولاً يعتقده السامع كذباً لكنه إذا حقق لم يكن كذباً لأنه من باب المعاريض المحتملة للأمرين فليس بكذب محض "فتح الباري" لابن حجر ٦/ ٣٩١. (٣) نسبه إليه ابن حبيب في "تفسيره" ٢٢٠/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٨٣/ أ، والواحدي في "الوسيط" ٣/ ٣٥٥. وانظر: "تفسير الحسن" ٢/ ١٧٧. وأخرج مسلم كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (١٩٤) من طريق أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة حديث الشفاعة الطويل فقال في قصة إبراهيم: وذكر كذباته ثمَّ ساقه من طريق عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة من هذا الوجه وقال في آخره: وزاد في قصة إبراهيم فقال: وذكر قوله في الكوكب {هَذَا رَبِّي} وقوله لآلهتهم {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} وقوله {إِنِّي سَقِيمٌ} .. قال ابن حجر في "فتح الباري" ٦/ ٣٩١: الذي يظهر أنها وهم من بعض الرواة فإنَّه ذكر قوله في الكوكب بدل قوله سارة والذي اتفقت عليه الطرق ذكر سارة دون الكوكب. فالصواب عدم ذكر الكوكب مع الكذبات وذلك: ١ - أنَّه ورد في رواية ابن سيرين بصيغة الحصر بالثلاث الأولى. ٢ - قيل إنه قالها في حال الطفولية وهي ليست بحال تكليف فلا تعتبر كذبة. ٣ - قيل إنه قالها بعد البلوغ لكنه قالها على طريق الاستفهام الذي يقصد به التوبيخ.