للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عمرو بن كلثوم (١):

ألا لا يجهلَنْ أحدٌ علينا. . . فنجهلَ فوقَ جهلِ الجاهلينا (٢)

وقال آخر:

نجَازِيهِمُ كَيلَ الصُّواعِ بَما أتَوا. . . ومنْ يركبِ ابن العَمِّ بالظُّلْمِ يُظْلَمِ (٣)


= الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: ١٤٢] وقوله: {قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (١٤) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: ١٤، ١٥]. ولهذا لم يذكر الله أنَّه خان من خانوه فقال تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: ٧١] فقال: {فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ} ولم يقل: فخانهم، لأنَّ الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقا.
انظر: "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى" لابن عثيمين (ص ٢٠).
(١) عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي، شاعر جاهلي، صاحب المعلقة المشهورة، ذكره ابن سلام في الطبقة السادسة من طبقات فحول الشعراء الجاهليين.
"طبقات فحول الشعراء" لابن سلام ١/ ١٥١، "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (ص ١٣٧).
(٢) البيت من معلقته المشهورة في "ديوانه" (ص ٦٢). قال الزوزني في "شرح المعلقات السبع" (ص ١٩٥): أي: لا يسفهنْ أحد علينا فنسفه عليهم فوق سفههم. أي: نجازيهم بسفههم جزاء يربى عليه، فسمى جزاء الجهل جهلاً، لازدواج الكلام وحسن تجانس اللفظ.
وانظر "البسيط" للواحدي ٢/ ٥٠٧، ٥٤١، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٣٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٨٦، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ١٥٠.
(٣) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>