للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالنزول فأرتفع نحو السماء فأنظر إلى طول الدنيا وعرضها، ففعل ذلك فنظر يمينًا وشمالًا فرأى بستانًا لبلقيس فمال إلى الخضرة فوقع فيه، فإذا هو بهدهد (١)، وكان اسم هدهد سليمان -عليه السلام-: يعفور واسم هدهد اليمن عنفير، فقال عنفير اليمن ليعفور سليمان -عليه السلام-: من أين أقبلت؟ وأين تريد؟ قال: أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود.

وقال الهدهد: ومن سليمان بن داود؟ قال) (٢): ملك الجن والإنس والشياطين والطير والوحوش والرياح، فمن أين أنت؟ قال: من هذِه البلاد، قال: ومن ملكها؟ قال: امرأة يقال لها: بلقيس، وإن لصاحبكم سليمان مُلكًا عظيمًا ولكن ليس ملك بلقيس دونه، فإنها ملكت اليمن كلها، وتحت يدها اثنا عشر ألف قائد تحت يدي كل قائد مائة (٣) ألف مقاتل، فهل أنت منطلق معي حتَّى تنظر إلى ملكها؛ قال: أخاف أن يتفقدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج إلى الماء.

قال الهدهد اليماني: إن صاحبك ليسره أن تأتيه بخبر هذِه الملكة، فانطلق معه ونظر إلى بلقيس وملكها وما رجع إلى سليمان -عليه السلام- إلَّا وقت العصر.


(١) وردت في الأصل، و (س)، (ح) جملة: فهبط -عليه السلام-، وهي مقحمة لا مكان لها فحذفتُها.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (س).
(٣) ساقطة من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>