للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسنذكر أسماءهم وقصتهم في سورة سبأ إن شاء الله -عزَّ وجلَّ- (١).

وقال الشاعر:

الْوَارِدُونَ وتَيْمٌ في ذُرى سَبَإٍ ... قَدْ عَضَّ أَعْنَاقَهُمْ جِلْدُ الجَوَاميسِ (٢)


(١) قلتُ: وقصتهم وردت في حديث طويل ذُكر هنا جزء منه، وهو حديث غريب حسن: رواه أبو داود، كتاب الحروف والقراءات، باب (٢٠)، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٥٩ (٣٥٨٥)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه الترمذي، كتاب التفسير، باب سورة سبأ (٣٢٢٢) وقال: حديث غريب حسن، وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٢/ ٣٦٢، والطبراني في "المعجم الكبير" ١٨/ ٣٢٤ - ٣٢٥ (٨٣٦)، وذكره الأزهري في "معاني القراءات" (٣٥٥)، وقال: وقد روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثًا ذكر فيه أن سبأ اسم رجل، حدثناه محمد بن إسحاق السعدي قال: حدثنا إبراهيم بن مالك قال: حدثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي، قال: حدثنا أبو سَبرةَ النخعي، عن فروة بن مُسَيْك الغطيفي، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ قال: "بلى" فأمرَّني وأردت أن أقاتلهم، ثم بدا لي فقلت يا رسول الله، لا بل أهل سبأ فإنهم أشدّ مكيدة، وأعمّ في أنفسهم، فلما خرجت من عنده أنزل الله في سبا ما أنزل، فقال: ما فعل الغطيفي؟ فوجدني قد سِرْتُ فَأرْسَلَ في أثري فرددت، قال: فأتيته وعنده ناسٌ من أصحابه، فقال: ادع القوم فمن أجابك فاقبل منه، ومن أبي فلا تعجل حتَّى يأتيك أمري، فقال رجل من القوم يا رسول الله أخبرنا عن سبأ ما هو؟ أرضٌ؟ قال: "ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجلٌ، وله عشيرة من العرب، فتيامن ستة وتشاءم أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فكندة، والأشعريون والأزد ومذحج وحمير وأنمار" قال الرجل: وما أنمار؟ قال: "الذين ختعم وبجيلة منهم"، وقال: هذا الحديث يدل على أن إجراء سبأ أصوب القراءتين وإسناد الحديث حسن.
(٢) البيت لجرير بن عطية قاله في هجاء عمرو بن لجأ التميمي. انظر "ديوانه" (٢٥٢)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>