للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشمس فيها حين تطلع؛ فإذا نظرت إليها سجدت لها، فجاء الهدهد تلك الكوة فسدها بجناحيه فارتفعت الشمس ولم تعلم فلما استبطأت الشمس قامت تنظر فرمى بالصحيفة إليها.

قالوا: فأخذت بلقيس الكتاب، وكانت كاتبة قارئة عربية من قوم تبع بن شراحيل الحميري، فلما رأت الخاتم أرعدت وخضعت؛ لأن ملك سليمان -عليه السلام- كان في خاتمه، وعرفت أن الذي أرسل هذا الكتاب هو أعظم مُلكًا منها؛ لأن مَلِكًا رسله الطير إنه لملك عظيم، فقرأت الكتاب، وتأخر الهدهد غير بعيد، فجاءت حتى قعدت على سرير ملكها، وجعلت الملأ من قومها، وهم اثنا عشر ألف قائد، مع كل قائد مائة ألف مقاتل (١).

وقال قتادة ومقاتل والثمالي: كان أهل مشورَتِها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا، كل رجل منهم على عشرة آلاف.

قالوا: فجاؤوا وأخذوا مجالسهم فقالت لهم بقليس: {يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} (٢) فذلك.


= وكُوى. "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٢٣٦، "المعجم الوسيط" ٢/ ٨٠٦.
(١) ذكره مقاتل في "تفسيره" ٣/ ٣٠٣، وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٩/ ١٥١ - ١٥٢، عن وهب بن منبه، وأخرج نحوه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٢٨٧٠ عن يزيد بن رومان، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١٥٨ عن وهب وابن زيد، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١٩٠ عن ابن زيد.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٣٠٣، وذكره البغوي في "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ١٥٨ عن قتادة ومقاتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>