للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية وذلك أن سليمان -عليه السلام- لما أقبلت بلقيسُ تريده أمر الشياطين فبنوا لهُ صرحًا أي: قصرًا من زجاجٍ كأنَّه الماء بياضًا (١) وأجرى تحته الماء وألقي فيه كلّ شيءٍ من دوابِّ البحر والسمك وغيره ثم وضع له سريره في صدرها فجلس عليه وعكف عليه الطير والجنُّ، والإنسُ وإنما أُمر ببناء هذا الصرح؛ لأن الشياطين قال بعضهم لبعضٍ: سخر الله تعالى لسليمان ما سخر وبلقيس ملكة سبأ ينكحها فتلد له غلامًا فلا ننفكُّ من العبودية أبدًا فأرادُوا أن يزهّدوهُ فيها فقالوا: إنَّ (٢) رجلها رجلُ حمار، وإنها شعراءُ الساقين؛ لأنَّ أمها كانت من الجنِّ، فأراد -عليه السلام- أن يعلم حقيقة ذلك وينظر إلى قدميها وساقيها (٣).

وروى محمد بن إسحاق (٤)، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن


= "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (٢٧٩)، "لسان العرب" ٢/ ٥١١، "الصحاح" للجوهري ١/ ١٥١.
(١) في (س)، (ح) بزيادة: وقيل الصرح صحن الدار.
(٢) ساقطة من (ح).
(٣) أخرج القصة ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٢٨٩٥ عن أبي صالح مختصرة، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٣٧٦ لعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح مختصرة، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١٦٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٢٠٩، وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٤١٠ - ٤١١، ونسبه لمحمد بن كعب القرظي، وذكر القصة من غير نسبة أبو السعود في "إرشاد العقل السليم" ٦/ ٢٨٩، والألوسي في "روح المعاني" ١٩/ ٢٠٨.
(٤) صاحب المغازي، صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>