للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت: سألتُكَ عن ماء رواء ليس من أرض ولا من سماء فأجبت، قال (١): وعن أي شيء سألتني أيضًا؟

قالت: ما سألتك عن شيء إلا هذا، فسأل الجنود فقالوا مثل قولها، أنساهم الله تعالى (٢) ذلك وكُفي سليمانُ الجواب، ثمّ إن سليمان عليه السلام دعاها إلى الإسلام وكانت قد رأت حال العرشِ والصرح فأجابته وقالت رب إني ظلمت نفسي فذلك قوله عز وجل: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي} بالكفر (٣) {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فحسن إسلامها رضوان الله عليها (٤).


(١) ساقطة من (ح).
(٢) في (س) بزيادة: عن، وهو خطأ.
(٣) من (س)، (ح).
(٤) أخرجها الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٤٩١ - ٤٩٤، ونسبها لعطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عباس ولكن باختلاف في بعض ألفاظها وترتيبها، ونسبه ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٤١٣ لعطاء بن السائب عن ابن عباس وعزاه لابن أبي شيبة في مصنفه، وحسنّه ابن أبي شيبة، وقال: ما أحسنه من حديث، ولعله يريد الحسن اللغوي لا التقوية، وعلق ابن كثير على نهاية الرواية بقوله: قلت بل هو منكر غريب جدًّا ولعله من أوهام عطاء ابن السائب على ابن عباس والله أعلم، والأقرب في مثل هذِه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب مما وُجد في صحفهم كروايات كعب ووهب، سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذِه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان وما لم يكن، ومما حُرّف وبُدِّل ونُسخ، وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصح وأنفع وأوضح ولله الحمد والمنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>