للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يدركوه، لأن في الاستفهام ضربًا من الجحد، وقرأ أبو جعفر ومجاهد وحميد وابن كثير وأبو عمرو (١) (بَل أدْرَكَ) (٢) من الإدْراك أي: لم يُدْرِك علمهم علم الآخرة (٣).

وقال مجاهد: معناه يُدرِك علمهم في الآخرة، ويعلموها (٤) إذا عاينوها حين لا (٥) ينفعهم علمهم (٦)، لأنهم كانوا في الدنيا مكذّبين، وقيل: بل ضلَّ وغاب علمهم في الآخرة فليس لهم فيها علم (٧)، ويقال: اجتمع علمهم في الآخرة أنها كائنة وهم في شك من وقتهم (٨) {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} أي: جهلة


(١) وكذا يعقوب.
(٢) على وزن أفعل بهمزة واحدة مقطوعة، وسكون الدال مخففة بلا ألف، والقراءة متواترة كما سبق، وقال في "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٤٢١: أدرك: فَنِيَ. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٨٥)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٣٣٤)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ١٦٤، "التيسير" للداني (١٦٨)، "الحجة" لابن زنجلة (٥٣٥)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ٨٧، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٣٩، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٢٢٩.
(٣) انظر: "معاني القراءات" للأزهري (٣٦٠).
(٤) في (س): ويعلمونها.
(٥) في (ح): لم.
(٦) أخرجه عن مجاهد الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ٧، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٣٩٥ للفريابي وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ} قال: أم أدْرك علمهم.
(٧) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٢٢٧.
(٨) في (س): وقتها، وهذا المعنى ذكره أبو منصور في "معاني القراءات" (٣٦٠) عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>