للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثانية نفخة الصعق، والثالثة نفخة القيام لرب العالمين فيأمر الله عز وجل إسرافيل عليه السلام بالنفخة الأولى فيقول: انفخ نفخة الفزع فيفزع أهل السماوات والأرض إلَّا من شاء الله فيأمره فيمدّها ويطيلها، وهو الذي يقول الله عز وجل: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (١٥)} (١) فيسيّر الله الجبال فتمر مرّ السحاب فتكون سرابًا وترجّ بأهلها رجًّا فتكون كالسفينة الموثقة في البحر، تضربها الأمواج وتلقيها الرياح وكالقنديل المعلق بالعرش يرجّحه الأرواح وهي التي يقول الله عز وجل: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨)} (٢) فتميد (٣) الأرض بالنَّاس إلى ظهرها فتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتَّى تأتي الأقطار فتلقاها الملائكة تضرب وجوهها فترجع يولي النَّاس مدبرين ينادي بعضهم بعضًا وهو الذي قاله الله عز وجل: {يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} (٤) فبينما هم (٥) كذلك إذ تصدعت الأرض من قطر إلى قطر فرأوا أمرًا عظيمًا لم يروا مثله وأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ثم انشقت فانكدرت نجومها وانكسفت (٦) شمسها وقمرها" قال


(١) ص: ١٥.
(٢) النازعات: ٦ - ٨.
(٣) في (ح): فتمتد.
(٤) غافر: ٣٢ - ٣٣.
(٥) في (ح) بزيادة: على.
(٦) في الأصل: وانكشفت، والمثبت من (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>