للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} وفي حرف عبد الله: (مضوا فيه) (١).

{وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} أي: أقاموا ووقفوا متحيّرين. (وقيل: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} يقول: كلمّا تكلّموا بكلمة الإخلاص أضاء لهم وإذا شكّوا تحيّروا) (٢).

القول في معنى الآيتين ونظمهما وحكمهما، وبالله التوفيق:

قوله -عز وجل-: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} أي: كأصحاب صيِّبٍ، كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (٣) شبّههم الله تعالى في كفرهم ونفاقهم وترددهم، وتحيّرِهم بقومٍ كانوا في مفازة، (في ليلة) (٤) مظلمة، فأصابهم مطرٌ فيه ظلمات، من صفتها أنّ الساري لا يمكنه المشي من ظُلمته، فذلك قوله: {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} ورعدٌ من صفته أن يَصُمَّ (٥) السامعون (أصابعهم إلى) (٦) آذانهم من الهول والفرق، مخافة الموت والصعق، وذلك قوله: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} وبرقٌ من صفته أن يقرب من أن يخطف


(١) "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٠٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٢٢٩، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٣).
(٢) ما بين القوسين ساقط في النسخ الأخرى.
انظر "جامع البيان" للطبري ١/ ١٥٩، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٧٠، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٣٧.
(٣) يوسف: ٨٢.
(٤) ساقطة من (ف).
(٥) في (ف): يصم. بالمهملة.
(٦) من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>