للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (١).

[٢١٤٢] وأنشدني أبو القاسم (الحسن بن محمد بن حبيب (٢) " (٣) أنشدني أبو جعفر محمد بن صالح (٤)، أنشدني حماد بن علي البكراوي (٥)، لمحمود الوراق (٦):

توكل على الرحمن في كل حاجة ... أردت فإن الله يقضي ويقدر


= المصنف، فالخلق والاختيار لله سبحانه ليس للعبد فيه فعل، فهو الذي يخلق وهو الذي يختار المؤمن من الكافر، فيخص هذا بنعمته، ويخذل ذاك بعدله.
وقد ضعف ابن القيم رحمه الله القول الأول فقال: من زعم أن (ما) مفعول يختار فقد غلط؛ إذ لو كان هذا هو المراد لكانت الخيرة منصوبة على أنها خبر كان، ولا يصح المعنى: ما كان لهم الخيرة فيه، وحذف العائد؛ فإن العائد هاهنا مجرور بحرف لم يجر الموصول بمثله، فلو حذف مع الحرف لم يكن عليه دليل، فلا يجوز حذفه، وكذلك لم يفهم معنى الآية من قال إن الاختيار هاهنا هو الإرادة، كما يقوله المتكلمون أنه سبحانه فاعل بالاختيار؛ فإن هذا الاصطلاح حادث منهم، لا يحمل عليه كلام الله، بل لفظ الاختيار في القرآن مطابق لمعناه في اللغة، وهو اختيار الشيء على غيره، وهو يقتضي ترجيح ذلك المختار وتخصيصه وتقديمه على غيره، وهذا أمر أخص من مطلق الإرادة والمشيئة. "شفاء العليل" ١/ ١٤٠ - ١٤١.
(١) الأحزاب: ٣٦.
(٢) قيل: كذبه الحاكم.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (س).
(٤) محمد بن صالح بن هانئ، ثقة مأمون.
(٥) ثقة.
(٦) محمود بن الحسن الوراق، خيّر، شاعر مجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>