للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجعلوا يحرسون عصيهم حتى أصبحوا، فأصبحت عصا هارون -عليه السلام- قد اهتز لها ورقٌ أخضر وكانت من ورق (١) شجر اللوز، فقال موسى -عليه السلام-: يا قارون ما ترى هذا؟

فقال قارون: والله ما هذا بأعجب مما تصنع من السحر.

واعتزل قارون موسى -عليه السلام- بأتباعه وجعل موسى -عليه السلام- يداريه للقرابة التي بينهما، وهو يؤذيه في كل وقت فلا يزيد كل يوم إلا عتوًا وتجبرًا ومعاداة لموسى -عليه السلام-، حتى بنى دارًا وجعل بابها من الذهب وضرب على جدرانها صفائح الذهب، وكان الملأ من بني إسرائيل يغدون عليه (٢) ويرجعون فيطعمهم الطعام ويحدثونه ويضاحكونه (٣).

قال ابن عباس: فلما نزلت الزكاة (على موسى -عليه السلام- أتاه) (٤) قارون فصالحه على كل ألفِ دينار دينارًا، وعن كل ألف درهم درهمًا، وعن كل ألف شاة شاة، وعن كل ألفِ شيءٍ شيئًا، ثم رجع إلى بيته فحسبه (٥) فوجده كثيرًا فلم تسمح بذلك نفسه فجمع بني إسرائيل وقال لهم: يا بني إسرائيل إن موسى هذا قد أمركم بكل شيء


(١) ساقطة من (س)، (ح).
(٢) في (ح): إليه.
(٣) هذِه القصة الطويلة ذكرها البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٢٢٣ - ٢٢٤، ونسبها لأهل العلم بالأخبار، وأشار إليها أبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١٣٠، ولعله يقصد بالأخبار: أخبار بني إسرائيل، ولم أقف على هذِه القصة مسندة، والله أعلم.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ح).
(٥) ساقطة من (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>