للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} الآية (١).

وقد مضت القصة (٢)، قتادة: نزلت هذِه الآيات في القوم الذين ردَّهم المشركون إلى مكة، وهذِه الآيات العشر مدنية إلى هاهنا، وسائرُها مكي (٣).

وقال مقاتل والكلبي: نزلت في عياش (٤) بن أبي ربيعة بن مغيرة بن


(١) النساء: ٩٧.
(٢) القصة ذكرها المصنف في "الكشف والبيان" ١/ ٤٦٦ سبقت في تفسير سورة النساء ١٠/ ٥٥٢، وهي كما أخرجها الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ١٢٩ عن ابن عباس قال: كان قومٌ من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم فأصيب بعضهم وقتل بعضهم، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} إلى آخر الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذِه الآية ألَّا عذر لهم فخرجوا، فلحقهم المشركون، فأعطوهم الفتنة فنزلت فيهم هذِه الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} إلى آخر الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك فخرجوا وأيسوا من كل خير ثم نزلت فيهم {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠)} [النحل: ١١٠] فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجًا فخرجوا، فأدركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا من نجا وقُتل من قُتل، وأخرجه بهذا اللفظ أيضًا ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٣٠٣٧، وانظر: "أسباب النزول" للواحدي (٣٥٠).
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ١٢٩، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ٣٢١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٣٢٣، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١٣٨ جميعهم عن قتادة.
(٤) في (ح) بزيادة: أل، وكأنها: العباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>