للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي} (١) أي: بأمري.

والأنهار: جمع نَهَر، سمي نَهَرَاً لسعته وضيائه، ومنه النهار، وأنشد أبو عبيدة لقيس بن الخطيم:

مَلَكْتُ بها كفّي فأنْهَرْتُ فَتْقَهَا. . . يَرى قائمٌ مِن دونها ما وراءها (٢)

أي: وسَّعتُها، يصف طعنةً.

وأراد با لأنهار المياه، على قرب الجوار؛ لأن النهر لا يجري. وقد جاء في الحديث: أنهار الجنة تجري في غير أُخدود (٣) (٤).


(١) الزخرف: ٥١. انظر "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٧٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٢٥٥. قال أبو حيان: وهذا المعنى لا يناسب إلا لو كانت التلاوة: (أنَّ لهم جنات تجري من تحتهم) فيكون نظير من تحتي إذا جعل على حذف مضاف، أي: من تحت أهلها، استقام المعنى الذي ذكر أنه لا يناسب، إذ ليس المعنى بأمر الجنات واختيارها.
(٢) "ديوان قيس" (ص ٣)، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ١٧٤)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٠٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٢٠٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٣٥، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ٤٧، ٢١٣.
(٣) الأخدود: الشق في الأرض، وجمعه: الأخاديد. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ١٣.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٢/ ٦٢ (٣٤٩٥٤) كتاب الجنة، ما ذكر في الجنة وما فيها مما أعد لأهلها، وهناد بن السري في "الزهد" (٩٥، ١٠٣)، والمروزي في "زوائد الزهد" (١٤٨٩)، وابن صاعد في "زوائد الزهد" أيضًا (١٤٩٠)، وابن جرير في "جامع البيان" ١/ ١٧٠، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٣١٥)، والبيهقي في "البعث والنشور" (٢٩٢) من طرق عن عمرو بن مرة، عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>