وقد ورد نحوه عن أنس، وابن عباس: أ - أما حديث أنس: فأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (٣١٦) من طريق يزيد بن هارون، عن سعيد بن إياس الجريري، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لعلكم تظنون أن لأنهار الجنة خدودًا في الأرض، لا والله، إنها لسائحة على وجه الأرض، حافتاها خيام اللؤلؤ، وطينها المسك الأذفر. قلت: يا أنس ما الأذفر؟ قال: الذي لا خلط له. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" ٦/ ٢٢٢ (٨٣٧٢) من نفس الطريق السابق مرفوعا. وهذا الإسناد ضعيف؛ لأن الجريري كان قد اختلط، ويزيد بن هارون روى عنه بعد الاختلاط. كما في "الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات" لابن الكيال (ص ١٨٩) حاشية التحقيق. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" ٤/ ٥١٨ وقال: والموقوف أشبه بالصواب. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٨٢ ونسبه إلى ابن مردويه، وأبي نعيم والضياء المقدسي كلاهما في "صفة الجنة". ب - وأما قول ابن عباس: فأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (٣١٧) من طريق: زميل بن سماك، عن أبيه قال: قلت لابن عباس: فما أنهارها أو في خد؟ قال: لا, ولكنها تجري على الأرض مستكفة لا يستفيض ماؤها ها هنا ولا ها هنا. قال الله تعالى لها: كوني فكانت. وأخرجه ابن أبي الدنيا بإسناد حسن كما قال المنذري في "الترغيب والترهيب" ٤/ ٥١٨. وفي إسناده زميل بن سماك؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٣/ ٦٢٠ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.