للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مَا بَعُوضَةً} {مَا}: صِلةٌ، {بَعُوضَةً} نُصبَ بدلًا (١) من المَثَل.

{فَمَا فَوْقَهَا} (أي: أعظم منها) (٢). قال ابن عباس: يعني: الذباب والعنكبوت (٣).


= فيها أحد من خلقه، فهي تليق بالله وحده، وما ثبت للمخلوقين من الصفات والأسماء تليق بالمخلوقين، فالحياء الذي يوصف الله وحده به يليق بالله، ولا يتصف به البشر، والحياء الذي يوصف به البشر لا يليق بالله ولا يوصف به سبحانه، والحياء في البشر هو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم، فقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي} تفسَّر على هذِه القاعدة.
قال الطبري رحمه الله: . . معنى الكلام: إن الله لا يستحي أن يصف شبهًا لما شبَّه به الذي هو ما بين بعوضة إلى ما فوقها.
وقال ابن الجوزي: والحياء -بالمد-: الانقباض والاحتشام، غير أن صفات الحق عز وجل لا يطلع لها على ماهية، وإنما تُمَرّ كما جاءت. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن ربكم حيي كريم".
وقال الألوسي: . . وبعض -وأنا والحمد لله منهم- من لا يقول بالتأويل، بل يمر هذا وأمثاله مما جاء عنه سبحانه في الآيات والأحاديث على ما جاءت، ويكل علمها بعد التنزيه عما في الشاهد إلى عالم الغيب والشهادة.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١/ ١٧٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٥٧، "الانتصاف" للإسكندري مع "الكشاف" ١/ ١١٧، "روح المعاني" للآلوسي ١/ ٤٠٦، "تهذيب التفسير وتجريد الأقاويل مما ألحق به من الأباطيل ورديء الأقاويل" لعبد القادر شيبة الحمد ١/ ٧٤.
(١) في (ج)، (ش): بدلٌ.
(٢) ساقطة من النسخ الأخرى.
(٣) ذكره عن ابن عباس: الواحدي في "البسيط" ٢/ ٦٤٨، "الوسيط" للواحدي ١/ ١٠٨، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٥٥، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٢٦٨. =

<<  <  ج: ص:  >  >>