(١) قال ابن العربي رحمه الله: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} وَلَسْنَ لهم بأمهات، ولكنْ أُنْزِلْنَ منزلتهن في الحرمة، كما يُقال: زيد الشَّمس، أي أنزل في حسنه منزلة الشَّمس، وحاتم البحر أي أنزل في عموم جوده بمنزلة البحر؛ كل ذلك تكرمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وحفظا لقلبه من التأذي بالغيرة. قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - للأنصار: "تعجبون من غيره سعد؛ لأنا أغير منه، والله أغير مني". ولهذا قال: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدًا إن ذلكم كان عند الله عظيمًا. ولم ينزل في هذِه الحرمة أحد منزلة النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- ولا روعيت فيه هذِه الخصيصة، وإن غار وتأذى؛ ولكنه محتمل مع حظ المنزلة من خفيف الأذى. "أحكام القرآن" ٣/ ١٥٠٨. (٢) آل عمران: ١٣٣. (٣) الثَّوريّ، ثِقَة حافظ، فقيه عابد. (٤) فراس بن يحيى الهمداني، صدوق ربما وهم. (٥) عامر بن شراحيل، ثِقَة مشهور فقيه فاضل. (٦) مسروق بن الأجدع، ثِقَة.