للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأعظمهم منزلةً لديه، فلمّا أظهر (١) الكبر جاء العزل، فقال الله عز وجل له ولجنده: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} فلما قال لهم ذلك كرهوا العزل (٢)؛ لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادةً، ولأن العزل شديد، فقالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي {وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} أي: ويصبّ الدّماء بغير حق (٣).

فإن قيل: كيف علمُوا ذلك وهو غيب؟ فالجواب عنه ما قال السُّدي: لما قال الله عز وجل (ذلك لهم) (٤) قالوا: وما يكون من ذلك


(١) في (ج)، (ف)، (ت): ظهر.
(٢) ساقطة من (ج)، (ف)، (ت).
(٣) قال ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ١٠٩ (٣٢٢): حدثنا أبي، ثنا علي ابن محمَّد الطنافسي، ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن عبد الله ابن عمرو قال: كان بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة، فأفسدوا في الأرض، وسفكوا الدماء، فبعث الله جندًا من الملائكة، فضربهم حتى ألحقوهم بجزائر البحور، فقال الله للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}. وإسناده صحيح.
وذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٣٤٠ عن ابن أبي حاتم، والسيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٩٣ - ٩٤.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٢٦١ بسنده من طريق أبي معاوية به عن ابن عباس، وليس عن عبد الله بن عمرو، قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٩٣.
وانظر: "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ١٠٧، "البسيط" للواحدي ٢/ ٦٩٧، "الوسيط" للواحدي ١/ ١١٣، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٧٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٢٣٥، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٤٤.
(٤) في (ج): لهم ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>