للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(خليقة) بالقاف (١).

قال المفسرون: وذلك أن الله تعالى خلق السماء والأرض وخلق الملائكة والجنّ، فأسكن الملائكة السماء، وأسكن الجنّ الأرض فغبروا دهرًا طويلًا في الأرض، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي فاقتتلوا وأفسدوا، فبعث الله عز وجل إليهم (٢) جُندًا من الملائكة يقال لهم: الجن، رأسهم (٣) عدوّ الله إبليس، وهم خزان الجنان، اشتق لهم اسم من (الجنة)، فهبطوا إلى الأرض فطردوا الجن عن وجهها، ثم ألحقوهم بشعاب (٤) الجبال وجزائر البحور (٥) وسكنوا الأرض، وخفف الله عز وجل عنهم العبادة فأحبوا البقاء في الأرض لذلك، فأعطى الله تعالى إبليس ملك الأرض وملك السماء الدنيا وخزانة الجنان، فكان يعبد الله عز وجل تارةً في الأرض وتارةً في السماء وتارة في الجنة، فلما رأى ذلك دَخَله الكبر والعجب، فقال في نفسه: ما أعطاني الله عز وجل هذا الملك إلا أني أكرم الملائكة عليه (٦)،


(١) "الكشاف" للزمخشري ١/ ١٢٨، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١١٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٢٢٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٢٨٩.
(٢) في (ت): عليهم.
(٣) في (ت): رئيسهم.
(٤) في (ج): بشعوب.
(٥) في (ت): البحار.
(٦) الصحيح أن إبليس لم يكن من الملائكة وإنما كان من الجن كما قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} الآية [الكهف: ٥٠]. انظر تفصيل ذلك في كتاب "تهذيب التفسير وتجريد الأقاويل مما ألحق به من الأباطيل ورديء الأقاويل" لعبد القادر شيبة الحمد ١/ ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>