للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتغنج (١).

وقيل: هو إظهار الزينة، وإبراز المحاسن للرجال (٢).

{تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} اختلفوا فيها:

فقال الشعبي: هي ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام.

أبو العالية: هي من داود وسليمان عليهما السلام (٣)، وكانت المرأة تلبس قميصا من الدر غير مخيط الجانبين فيرى خلقها فيه.

الكلبي: الجاهلية الأولى هي الزمان الَّذي ولد فيه إبراهيم، وكانت المرأة من أهل ذلك الزمان تتخذ الدرع من اللؤلؤ فتلبسه ثم تمشي وسط الطريق ليس عليها شيء غيره، وتعرض نفسها على الرجال، وكان ذلك في زمن نمرود الجبار، والناس حينئذ كلهم كفار.


= منها، وذلك التبرج. "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ١٥١ - ١٥٢.
قلت: رحم الله سلفنا حينما قالوا ذلك، فقد اعتبروا أن التبرج هو خروجها بين يدي الرجال، أو رؤية القرط والقلائد، فكيف لو رأوا النساء الآن، عليهن كسوة لا تستر إما لضيقها، وإما لخفتها، وإما لقصرها، فهي كاسية عارية، مائلة عن الحق، منحرفة عما يجب عليها من الحياء والحشمة، مميلة فاتنة لغيرها بتبرجها وما تثيره من فتنة، فنحن كما قيل: أحيا وأيسر ما عانيت ما قتلا، ولا أدري أين الرجال وغيرتهم على حرماتهم وأهليهم، أترضى أيها الإنسان أن تسمح للأجانب بالنظر إلى نسائك وبناتك وأخواتك؟ ! ، ولقد صدق من قال:
وما عجب أن النساء ترجلت ... ولكن تأنيث الرجال عجاب
نسأل الله العافية، والله المستعان.
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤ عن قتادة.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤ عن أبي نجيح.
(٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤ عن عامر.

<<  <  ج: ص:  >  >>