للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحكم: هي ما بين آدم ونوح ثمانمائة سنة، وكان نساؤهم أقبح ما يكون من النساء، ورجالهم حسان، فكانت المرأة تريد الرجل على نفسه (١).

وروي عن عكرمة، عن ابن عباس: أنَّه تلا هذِه الآية فقال: إن الجاهلية الأولى فيما بين نوح وإدريس عليهما السلام، وكانت ألف سنة، وإن بطنين من ولد آدم كان أحدهما تسكن السهل، والآخرى تسكن الجبل، وكان رجال الجبل صباحًا وفي النساء دمامة، وكان نساء السهل صباحًا وفي الرجال دمامة، وإن إبليس أتى رجلًا من أهل السهل في صورة غلام فآجر نفسه منه، فكان يخدمه، واتخذ إبليس شيئًا مثل الَّذي يزمر فيه الرعاء، فجاء بصوت لم يسمع الناس مثله، فبلغ ذلك من حولهم فانتابوهم يستمعون إليه، واتخذوا عيدًا يجتمعون إليه في السنة، فتتبرج النساء للرجال، وتتزين الرجال لهن، وإن رجلًا من أهل الجبل هجم عليهم وهم في عيدهم ذلك فرأى النساء وصباحتهن فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك، فتحولوا إليهم فنزلوا معهم فظهرت الفاحشة فيهن، فهو قول الله عز وجل: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (٢).

وقال قتادة: هي ما قبل الإسلام (٣).


(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤ عن الحكم.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٤ - ٥ عن ابن عباس.
(٣) فائدة: قال الطبري: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>