للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= سبق بيانه، حيث إنهن المرادات في سياق الآيات، وأن الوحي ينزل في بيوتهن، ويؤيده ما روي عن ابن عباس، وعكرمة، وأيضا شملت هذِه الآية عليًّا وفاطمة والحسن والحسين، لأنهم قرابته وأهل بيته في النسب، ويؤيده الأحاديث التي مرت وبينت أنهم سبب النزول، وتشمل أيضًا بني هاشم، ويؤيده ما روي عن زيد ابن أرقم، وابن عباس، والذي يظهر -والله أعلم- أنها تشمل هؤلاء الثلاثة، فمن قصرها على فريق دون الآخر فقد أعمل بعض ما يجب إعماله، وأهمل ما لا يجوز إهماله، والله أعلم.
قال الألباني رحمه الله: وأهل بيته في الأصل هم نساؤه - صلى الله عليه وسلم -، وفيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعًا، وتخصيص الشيعة أهل البيت في آيات القرآن بعلي وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم -، دون نسائه - صلى الله عليه وسلم -، من تحريفهم لآيات الله تعالى، انتصارا لأهوائهم. "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ٤/ ٣٥٨ (١٧٦١).
قال ابن كثير رحمه الله: ثم الَّذي لا شك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - داخلات في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، فإن سياق الكلام معهن، ولهذا قال تعالى بعد هذا كله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} أي: واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم - في بيوتكن من الكتاب والسنة، قاله قتادة وغير واحد، واذكرن هذِه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس، أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أولاهن بهذِه النعمة، وأحظاهن بهذِه الغنيمة، وأخصهن من هذِه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي في فراش امرأة سواها، كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه. قال بعض العلماء رحمهم الله: لأنه لم يتزوج بكرًا سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها، فناسب أن تخصص بهذِه المزية، وأن تفرد بهذِه المرتبة العليا، ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته، فقرابته أحق بهذِه التسمية، كما تقدم في الحديث "وأهل بيتي أحق". وهذا يشبه ما ثبت في "صحيح مسلم" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن المسجد =

<<  <  ج: ص:  >  >>