(١) مارية القبطية، أم ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن سعد: بعث المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنة سبع من الهجرة بمارية وأختها سيرين، وكانت مارية بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العالية، وكان يطؤها بملك اليمين وضرب عليها مع ذلك الحجاب فحملت منه ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان، وكان أبو بكر ينفق على مارية حتى مات ثم عمر حتى توفيت في خلافته، قال الواقدي: ماتت في المحرم سنة ست عشرة فكان عمر يحشر الناس لشهودها وصلي عليها بالبقيع، وقال ابن منده: ماتت مارية بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمس سنين. انظر: "الإصابة" لابن حجر ٨/ ١١١. وقد ملك صفية، وجويرية فأعتقهما وتزوجهما، وملك ريحانة بنت شمعون النضرية، ومارية القبطية أم ابنه إبراهيم عليهما السلام، وكانتا من السراري - رضي الله عنهما -. (٢) لطيفة: هذا عدل وسط بين الإفراط والتفريط، فإن النصارى لا يتزوجون المرأة إلا إذا كان الرجل بينه وبينها سبعة أجداد فصاعدًا، واليهود يتزوج أحدهم بنت أخيه وبنت أخته، فجاءت هذِه الشريعة الكاملة الطاهرة بهدم إفراط النصارى، فأباح بنت العم والعمة، وبنت الخال والخالة، وتحريم ما فرطت فيه اليهود من إباحة بنت الأخ والأخت وهذا شنيع فظيع، وإنما قال: {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ} فوحد لفظ الذكر لشرفه وجمع الإناث لنقصهن كقوله: {عَنِ اليَمِينِ وَالشَّمَائلِ}، {يُخرِجُهُم مِّنَ الظلُمَاتِ إِلَى النوُر}، {وَجَعَلَ الظُّلماتِ وَالُّنورَ} وله نظائر كثيرة. وقيل: ذكر الله تبارك وتعالى العم والخال فردًا، والعمات والخالات جمعًا، والحكمة في ذلك أن العم والخال في الإطلاق اسم جنس كالشاعر والراجز، وليس كذلك العمة والخالة، وهذا عرف لغوي فجاء الكلام عليه بغاية البيان لرفع الإشكال، وهذا دقيق فتأملوه. انظر: "أحكام القرآن" ٣/ ١٥٥٦ - ١٥٥٧.