للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هؤلاء النساء التسع اللاتي خيرتهن فاخترنك، لمَّا اخترن الله ورسوله والدار الآخرة قصره عليهن (١).


= إسناد قوي. وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا أبو كريب، حدثنا يونس بن بكير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر قال: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلقك إنه قد كان طلقك مرة ثم راجعك من أجلي، والله لئن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدًا، ورجاله على شرط الصحيحين. "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ١٩٩ - ٢٠٠.
وقال الطبري رحمه الله: فإن قال قائل: أفلم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوج امرأة على نسائه اللواتي كن عنده، فيكون موجها تأويل قوله: {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} إلى ما تأولت، أو قال: وأين ذكر أزواجه اللواتي كن عنده في هذا الموضع، فتكون الهاء من قوله: {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ} من ذكرهن وتوهم أن الهاء في ذلك عائدة على النساء، في قوله: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} قيل: قد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوج من شاء من النساء اللواتي كان الله أحلهن له على نسائه اللاتي كن عنده يوم نزلت هذِه الآية، وإنما نهي - صلى الله عليه وسلم - بهذِه الآية أن يفارق من كان عنده بطلاق أراد به استبدال غيرها بها، لإعجاب حسن المستبدلة له بها إياه إذ كان الله قد جعلهن أمهات المؤمنين وخيرهن بين الحياة الدنيا والدار الآخرة، والرضا بالله ورسوله، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فحرمن على غيره بذلك، ومنع من فراقهن بطلاق فأما نكاح غيرهن فلم يمنع منه، بل أحل الله له ذلك على ما بين في كتابه. وقد روي عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقبض حتى أحل الله له نساء أهل الأرض. "جامع البيان" ٢٢/ ٣٢.
(١) قال العلماء: لما اختار نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شكرهن الله على ذلك، فقال تكرمة لهن: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ}، وبين حكمهن عن غيرهن فقال: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا}. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٧٤. عند قوله: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>