للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلزامًا (١). {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ}.

واختلفوا في الأمانة:

فقال أكثر المفسرين: هي الطاعة والفرائض التي فرضها الله -عز وجل- على عباده، عرضها على السماوات والأرض والجبال، إن أدوها أثابهم، وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك، وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيمًا لدين الله -عز وجل- أن لا يقوموا بها، وقالوا: لا، نحن مسخرات لأمرك، لا نريد ثوابًا ولا عقابًا. فقال الله -عز وجل- لآدم: إني قد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم تطقها، فهل أنت آخذها بما فيها؟ ، قال: يا رب، وما فيها؟ قال: إن أحسنت جُزيت، وإن أسأت عوقبت. فتحملها آدم وقال: بين أذني وعاتقي، فقال الله -عز وجل-: أما إذا تحملت هذا فسأعينك، أجعل لبصرك حجابًا، فإذا خشيت أن تنظر إلى ما لا يحل لك فأرخِ حجابه، وأجعل للسانك لحيين وغلقا، فإذا خشيت فأغلق، وأجعل لفرجك لباسًا فلا تكشفه على ما حرمت عليك. قال: فما لبث آدم إلا مقدار ما بين الظهر والعصر حتى أخرج من الجنة (٢).

وقال مجاهد: الأمانة الفرائض وحدود الدين (٣).

أبو العالية: هو ما أُمروا به، ونُهوا عنه.


(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٥٣ - ٥٤، عن سعيد بن جبير، وعن ابن عباس.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٥٤، ٥٥، عن ابن عباس، وعن ابن زيد.
(٣) وهو قول قتادة، انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>