للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال السدي بإسناده: هي ائتمان آدم لابنه قابيل على أهله وولده وخيانته إياه في قتل أخيه .. وذكر القصة، إلى أن (١) قال الله لآدم: يا آدم هل تعلم أن لي بيتًا في الأرض؟ قال: اللهم لا. قال: فإن لي بيتًا بمكة فأته. فقال آدم للسماء: احفظي ولدي بالأمانة. فأبت، وقال للأرض فأبت، وقال للجبال فأبت، فقال لقابيل فقال: نعم، تذهب وترجع فتجد أهلك كما يسرك. فانطلق آدم -عليه السلام-، فرجع وقد قتل قابيل هابيل، فذلك قوله -عز وجل-: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إلى قوله -سبحانه وتعالى - {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} يعني قابيل حين حمل أمانة آدم، ثم لم يحفظ له أهله (٢).


= إلى الهاوية فيذهب به إليها، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها، فيجدها هناك كهيئتها، فيحملها، فيضعها على عاتقه، فيصعد بها إلى شفير جهنم، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت، فهوى في أثرها أبد الآبدين". قالوا: والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث وأشد ذلك الودائع، فلقيت البراء فقلت: ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله؟ فقال: صدق. قال: شريك، وثني عياش العامري عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه، ولم يذكر الأمانة في الصلاة، وفي كل شيء.
(١) السياق غير مستقيم، والأولى أن تضاف هنا كلمة: قال. والله أعلم.
(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٥٦ - ٥٧ عن السدي، ومثله عن ابن مسعود، وابن عباس وغيرهما.
وأولى الأقوال بالصواب ما قاله الذين قالوا: أنه عُني بالأمانة في هذا الموضع: جميع معاني الأمانات في الدين، وأمانات الناس، وذلك أن الله لم يخص بقوله (إنا عرضنا الأمانة) بعض معاني الأمانات، وهو اختيار الطبري. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>