للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتهليل، فقال داود في نفسه (١): كيف يسمع صوتي مع هذِه الأصوات؟ ! ، فهبط عليه ملك فأخذ بعضده، حتى انتهى به إلى البحر فركله برجله فانفرج له البحر، فانتهى به إلى الأرض فركلها برجله (٢) فانفرجت له الأرض، حتى انتهى به إلى الحوت، فركلها برجله فتنحت عن صخرة، فركل الصخرة برجله فانفلقت فخرج منها دودة تنشز (٣)، فقال له الملك: إن ربك يسمع نشيز هذِه الدودة في هذا الموضع (٤).

وقال العتبي: أصله من التأويب في السير وهو أن يسير النهار (٥) كله وينزل ليلا (٦).


(١) من (م).
(٢) ركلها برجله: أي: رفسها.
انظر: "النهاية" في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٢٦٠ (ركل).
(٣) النشز: الارتفاع؛ ومنه المرأة النشوز، وهي المرتفعة عن موافقة زوجها؛ ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} [المجادلة: ١١] أي: ارتفعوا وانهضوا إلى حرب أو أمر من أمور الله تعالى. وإنشاز الشيء رفعه وإزعاجه، يقال: أنشزته فنشز، أي: رفعته فارتفع. والمراد هنا صوت الدودة وتسبيحها لله تعالى.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٥/ ٥٤ (نشز).
(٤) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر ١٧/ ٩٤ - ٩٥.
(٥) ذكره ابن كثير عن الزجاج، وقال: وهو غريب جدًّا لم أره لغيره، وإن كان له مساعدة من حيث اللفظ في اللغة لكنه بعيد في معنى الآية هاهنا، والصواب أن المعنى في قوله تعالى: {أَوِّبِي مَعَهُ} أي: رجعي مسبحة معه، والله أعلم. "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٢٦٢.
(٦) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>