(٢) البيت من شواهد الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٣٥٥، قال في قوله تعالى: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} منصوبة على جهتين: إحداهما أن تنصبها بالفعل بقوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا} فيكون مثل قولك: أطعمته طعاما، وما يريد، وسقيته ماء، فيجوز ذلك. والوجه الآخر: بالنداء، لأنك إذا قلت: يا عمرو والصلت أقبلا، نصبت الصلت بدعائهما، فإذا فقلت كان كالمعدول عن جهته فنصب، وقد يجوز رفعه على أن يتبع ما قبله، ويجوز رفعه على {أَوِّبِي} أنت والطير. و (الخمر) كما في نسخة (م) بالتحريك: ما سترك من الشجر وغيرها، فيجوز نصب الضحاك ورفعه، وقيل: يا طلحة الكامل، وابن الكامل، رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٦، ولكنه ذكر البيت بلفظ: ألا يا عمرو والضحاك سيرا * فقد جاوزتما خمر الطريق. (٣) قوله: {وَالطَّيْرَ} في نصب الطير وجهان: أحدهما على ما قاله ابن زيد من أن الطير نُوديت كما نوديت الجبال، فتكون منصوبة من أجل أنها معطوفة على مرفوع، بما لا يحسن إعادة رافعه عليه، فيكون كالمصدر عن جهته. والآخر: فعل ضمير متروك استغني عنه بدلالة الكلام عليه، فيكون معنى الكلام: فقلنا: يا جبال أوّبي معه، وسخرنا له الطير. وإن رفع ردّا على ما في قوله {سبحي} من ذكر الجبال كان جائزا. وقد يجوز رفع الطير وهو معطوف على الجبال، وإن لم يحسن نداؤها بالذي نُوديت به الجبال. انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٦٦.