للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال وهب: ذكر لي أن منزلاً بناحية دجلة (١) مكتوب فيه كتاب (٢) كتبه بعض صحابة سليمان -عليه السلام-، إما من الجن، وإما من الإنس: نحن نزلناه وما بنيناه، ومبنياً وجدناه، غدونا من إصطخر (٣) فَقِلْنا (٤)، ونحن رائحون (٥) منه إن شاء الله فبايتون بالشام (٦).

قال الحسن: لما شغلت نبي الله سليمان الخيل حتى فاتته صلاة العصر غضب لله فعقر الخيل، فأبدله الله تعالى مكانها خيراً منها وأسرع؛ الريح تجري بأمره كيف يشاء، غدوها شهر ورواحها


(١) دجلة: نهر بغداد، وأول مخرج دجلة من موضع يقال له عين دجلة مسيرة يومين ونصف من آمد، وقيل: مبتدأ دجلة من أرمينية، ودجلة العوراء اسم لدجلة البصرة علم لها. انظر: "معجم البلدان، لياقوت ٢/ ٤٤١.
(٢) سقطت من (م).
(٣) إصطخر: بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخري وإصطخرزي بزيادة الزاي. بلدة بفارس من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها. قيل: كان أول من أنشأها اصطخر بن طهمورث ملك الفرس، وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم. كان سليمان -عليه السلام- يتغدى بأرض الشام ببعلبك ويتعشى بإصطخر. وينسب إليها الإصطخري صاحب كتاب "الأقاليم" فإنَّه ذكر في كتابه النواحي المعمورة وذكر بلادها وقراها والمسافات بينها.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٢١١.
(٤) من القيلولة وهي: الاستراحة نصف النهار إن لم يكن معها نوم.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ١٣٣.
(٥) الرواح: العود إلى البيوت، أو من طلب الرحلة. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٢٧٣.
(٦) رواه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٢٨٧ - ٢٨٨، وفي "جامع البيان" ٢٢/ ٦٩ عن وهب بن منبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>