للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شهر (١)، فكان يغدو من إيلياء (٢) فيقيل بإصطخر، ثمَّ يروح منها فيكون رواحها ببابل (٣).

وقال ابن زيد: كان له -عليه السلام- مركب من خشب، وكان فيه ألف ركن، في كل ركن ألف بيت، تركب معه فيه الجن (٤) والإنس، تحت كل ركن ألف شيطان يرفعون ذلك المركب، فإذا ارتفع أتت الريح الرخاء فسارت به وبهم، يقيل عند قوم بينه وبينهم شهر


(١) قلت: وهذا يدل على أن الجزاء من جنس العمل، فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والأدلة على ذلك كثيرة.
(٢) إيلياء: بكسر أوله واللام وياء وألف ممدودة، اسم مدينة بيت المقدس. قيل: معناه بيت الله، قال أبو علي: وقد سمي البيت المقدس إيلياء بقول الفرزدق:
وبيتان بيت الله نحن ولاته ... وقصر بأعلى إيلياء مشرف
قيل: إنما سميت إيلياء باسم بانيها وهو إيلياء بن أرم بن سام بن نوح -عليه السلام-. انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٢٩٣.
(٣) في (م): بكابل. وهو الأولى.
انظر: "قصص الأنبياء" لابن كثير (ص ٤٤٤). وكذلك عند الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٩ عن الحسن، وعند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٢/ ٢٤٠: بكابل. قال ابن عباس: جعل يمسح أعرف الخيل وعراقيبها: حبًّا لها. قلت: وهذا الذي رجحه الطبري وغيره من المفسرين مراعاة لعصمة الأنبياء. انظر: "جامع البيان" ٢١/ ١٩٥.
بابل: بكسر الباء. اسم ناحية منها الكوفة والحلة، ينسب إليها السحر والخمر، وقيل: بابل العراق وقيل: دنباوند، وقال أبو الحسن: بابل الكوفة، ويقال إن أول من سكنها نوح -عليه السلام- وهو أول من عمرها، وحكي عنها حكايات خارقة للعادات، بعيدة من المعهودات، والله أعلم. انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٣٠٩.
(٤) في (م): من الجن.

<<  <  ج: ص:  >  >>