للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أتى أرض فارس فنزلها أياما، وغدا منها فقال (١) بكسكر (٢) ثمَّ راح إلى الشام وكان مستقره مدينة تدمر، وقد كان أمر الشياطين قبل شخوصه من الشام إلى العراق فبنوها له بالصفاح (٣) والعمد والرخام الأبيض والأصفر، وفي ذلك يقول النابغة:

إلا سليمان إذ قال المليك له ... قم في البرية فاحددها عن الفند

وَخَيَّسَ (٤) الجن أني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد


= ومكران وسجستان وخراسان. قال محمَّد بن أحمد البناء البشاري: كرمان إقليم يشاكل فارس في أوصاف، ويشابه البصرة في أسباب، ويقارب خراسان في أنواع لأنه قد تاخم البحر، واجتمع فيه البرد والحر والجوز والنخل، وكثرت فيه التمور والأرطاب والأشجار والثمار. انظر: "معجم البلدان" لياقوت الحموي ٤/ ٤٥٤.
(١) في الأصل: فأقال.
(٢) كسكر: بالفتح ثمَّ السكون وكاف أخرى وراء معناه عامل الزرع. كورة واسعة من بلاد فارس ينسب إليها الفراريج الكسكرية لأنها تكثر بها جداً رأيتها أنا تباع فيها أربعون وعشرون فروجا كبارا بدرهم واحد، قالوا: وسميت كسكر بكسكر بن طهمورث الملك الذي هو أصل الفرس، وقد ذكر في فارس، انظر: "معجم البلدان" لياقوت الحموي ٤/ ٤٦١.
(٣) الصفاح: حجارة عريضة رقيقة.
(٤) في (م): وجيش. خيس: ذلل. التَّخْيِيسُ: التَّذليل. والإنسان يخيس في الحبس، أي: يذل ويهان. ومنه الحديث (أن رجلاً سار معه على جمل قد نوقه وخيسه) أي: راضه وذلّله بالركوب. وفي حديث معاوية (أنَّه كتب إلى الحسين بن علي: إني لم أكسك ولم أخسك) أي: لم أذلك ولم أهنك، أو لم أخلفك وعدا. انظر: "النهاية" في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٩٢ (خيس). =

<<  <  ج: ص:  >  >>