للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأخذوا في بناء بيت المقدس، فكان داود -عليه السلام- ينقل لهم الحجارة على عاتقه، وكذلك خيار بني إسرائيل حتى رفعوه قامة، فأوحى الله تعالى إلى داود -عليه السلام- أن هذا بيت مُقَدَّس، وإنك رجل يسفك الدماء (١)، فلست ببانيه إذ لم أقض ذلك على يدك، ولكن ابن لك أملكه بعدك اسمه (٢) سليمان، أسلمه من سفك الدماء، أقضي إتمامه على يديه، ويكون صيته وذكره لك باقياً (٣).

فصلوا فيه زماناً، وداود يومئذ ابن سبع وعشرين ومائة، فلما صار من أبناء أربعين ومائة توفاه الله، واستخلف سليمان فأحب إتمام بناء بيت المقدس، فجمع الجن والشياطين وقسم عليهم الأعمال، يخص كل طائفة منهم بعمل يستصلحها (٤) له، فأرسل الجن والشياطين في تحصيل الرخام والمها الأبيض الصافي من معادنه، وأمر ببناء المدينة بالرخام والصفاح، وجعلها اثني عشر ربضاً، وأنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط، وكانوا اثني عشر سبطاً، فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد، فوجه الشياطين فرقاً فرقاً يستخرجون الذهب (واليواقيت) (٥) من معادنها، والدّر الصافي


(١) في (م): سفاك للدماء. قلت: هذا كلام باطل في حق نبي معصوم أواب وهو من الإسرائيليات التي نقل المصنف كثيرا منها.
(٢) سقطت من (م).
(٣) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر ١٧/ ١٠٣ - ١٠٤، "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ١/ ٤٨٥.
(٤) في (م): يستخلصها.
(٥) في (م): والفضة والياقوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>