للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من البحر، وفرقاً يقلعون الجواهر والحجارة من أماكنها، وفرقاً يأتون بالمسك والعنبر وسائر الطيب من أماكنها، فأتى من ذلك بشيء لا يحصيه إلا الله تعالى.

ثمَّ أحضر الصناعين وأمرهم (١) بنحت تلك الحجارة المرتفعة وتصييرها ألواحاً، وإصلاح تلك الجواهر وثقب اليواقيت واللآلئ، فكانوا يعالجونها فتصوت صوتاً شديداً لصلابتها (٢)، فكره سليمان تلك الأصوات، فدعا الجن وقال لهم: هل عندكم حيلة في نحت تلك (٣) الجواهر من غير تصويت؟ فقالوا له: يا نبي الله ليس في الجن أكثر تجارباً ولا أكثر علماً من صخر العفريت، فأرسل إليه من يأتيك به. فطبع سليمان بخاتمه طابعاً، وكان يطبع للشياطين بالنحاس ولسائر الجن بالحديد، وكان إذا طبع أحدها بخاتمه لمع ذلك كالبرق الخاطف فكان لا يراه أحد -جني ولا شيطان إلا انقاد له بإذن الله عزَّت قدرته.

قال: فأرسل الطابع مع (٤) عشرة من الجن فأتوه وهو في بعض جزائر البحور، فأروه الطابع فلما نظر إليه كاد يصعق (٥) خوفاً، فأقبل مسرعاً مع الرسل حتى دخل على سليمان، (فسأل سليمان


(١) سقطت من (م).
(٢) في (م): في صلابتها.
(٣) في (م): هذِه.
(٤) في (م): في.
(٥) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>