للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسوله) (١) عما أحدث العفريت في طريقه، فقالوا: يا رسول الله إنه كان يضحك في الأحايين من الناس، فقال له سليمان: ما رضيت بتمردك عليَّ في ترك المجيء إليَّ طائعاً حتى صرت تسخر بالناس؟ ، فقال: يا نبي (٢) الله إني لم أسخر منهم، غير أن ضحكي كان تعجباً مما كنت أسمع وأرى في طريقي. فقال سليمان: وما ذلك؟ قال: اعلم أني مررت برجل على شط نهر ومعه بغلة يريد سقيها، وجرَّة يريد أن يستسقي (٣) فيها، فسقى البغلة وملأ الجرَّة، ثمَّ أراد أن يقضي حاجته فشد بغلته بأذن الجرَّة، فنفرت البغلة وجرَّت الجرَّة فكسرتها، فضحكت من حمق الرجل حيث توهم أن الجرة تحبس البغلة.

ومررت برجل وهو جالس عند إسكاف (٤) يستعمله في إصلاح خفّ له، فسمعته يشترط أن يصلحه بحيث يبقى معه أربع سنين،


(١) سقط من (م).
(٢) في (م): رسول.
(٣) في (م): يستقي.
(٤) الإسكاف: مصدره السكافة، واحد الأساكفة، والأسكوف لغة فيه، ولا فعل له. قال ابن الأعرابي: أسكف الرجل إذا صار إسكافا، الإسكاف عند العرب: كل صانع غير من يعمل الخفاف، فإذا أرادوا معنى الإسكاف في الحضر قالوا: هو الأسكف وأنشد.
وضع الأسكف فيه رقعا ... مثل ما ضمد جنبيه الطحل
وقول من قال كل صانع عند العرب إسكاف فغير معروف، ويقال: رجل إسكاف أسكوف للخفاف. انظر: "مختار الصحاح" للرازي ١/ ١٢٩. "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ١٥٧ - ١٥٨ (سكف).

<<  <  ج: ص:  >  >>