للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونسي نزول الموت به قبله، فضحكت من غفلته وجهله.

ومررت بعجوز تتكهن وتخبر الناس بما لا يعلمون من أمر السماء، وقد كنت عهدت رجلاً دفن في موضع فراشها ذهباً كثيراً في الدهور الخالية، فرأيتها تموت جوعاً وتحت فراشها ذهب كثير لا تعلم بمكانه ثمَّ تخبر الناس عن أمر السماء فضحكت منها.

ومررت برجل في بعض مدن وقد كان به داء فيما قبل فأكل البصل فبرأ من دائه، فصار يتطبب للناس فكان لا يأتيه أحد يسأله عن علة إلا أمره بالبصل، وإنه لأضر شيء حتى أن ضره (١) ليصل إلى الدماغ، فضحكت منه.

ومررت ببعض الأسواق فرأيت الثوم وهو أفضل الأدوية كلها يكال كيلاً، ورأيت الفلفل وهو أحد السموم القاتلة يوزن وزناً، فضحكت من ذلك.

ومررت بناس قد جلسوا يبتهلون إلى الله -عز وجل- ويسألونه الرحمة والمغفرة فملَّ منهم قوم فقاموا، وجاء آخرون فجلسوا، فرأيت الرحمة قد نزلت عليهم فأخطأت الذين كانوا من أهل المجلس فقاموا، وغشيت الذين جاءوا فجلسوا فضحكت تعجباً للقضاء والقدر (٢).


(١) من (م).
(٢) فائدة: القدر تابع للعلم التابع رتبةً للواقع، التابع لاختيار الفاعل، والمختار هو المتمكن من الفعل والترك، قال الزيدي في "الإتحاف لطلبة الكشاف": قوله تعالى: {وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} فيه تصريح =

<<  <  ج: ص:  >  >>