للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحية الناس وتعظيم بعضهم بعضًا، ولم يكن وضع الوجه على الأرض، إنما كان الانحناء والتكفير (١) والتقبيل (والإيماء ووضع اليد على الصدر) (٢) فلما جاء الإسلام أبطل ذلك بالسلام (٣).

وفي الحديث: أن معاذ بن جبل رجع من اليمن فسجد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "ما هذا؟ " فقال: رأيت اليهود يسجدون لأحبارهم، والنصارى يسجدون لقسيسيهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مه (٤) يا معاذ، كذب (٥) اليهود والنصارى، إنما السجود لله عز وجل" (٦).


(١) في (ت): والتكفيت. وفي هامش (س): والتكفين.
والتكفير: إيماء الذمي برأسه، لا يقال: سجد فلان لفلان، ولكن كفَّر له تكفيرًا، والتكفير لأهل الكتاب: أن يطأطِئ أحدهم رأسه لصاحبه كالتسليم عندنا، والتكفير أن يضع يده أو يديه علي صدره. "لسان العرب" لابن منظور ١٢/ ١٢٣ (كفر).
(٢) زيادة من (ت).
(٣) في (ت): بالإسلام.
(٤) ساقطة من (ش)، (ف).
(٥) في (ش)، (ف): كذبت.
(٦) أخرج الإمام أحمد في "مسنده " ٤/ ٣٨١ (١٩٤٠٣)، وابن ماجة كتاب النِّكَاح، باب حق الزوج على المرأة (١٨٥٣)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٧/ ٢٩٢ عن عبد الله بن أبي أوفى قال: لما قدم معاذ من الشام، سجد للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما هذا يا معاذ؟ " قال: أتيت الشام فوافقتُهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلا تفعلوا، فإني لو كُنْتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدِّي المرأة حق ربّها حتَّى تؤدِّي حق زوجها، ولو سألها نفسها، وهي علي قَتَب لم تمنعْه". =

<<  <  ج: ص:  >  >>