وروى الطبراني في "المعجم الكبير" عن أبي الأسود الدؤلي قال: خاصمت القدرية فأحرجوني، فأتيت عمران بن الحصين الخزاعي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا أبا نجيد خاصمت القدرية فأحرجوني، فهل من حديث تحدثني لعل الله ينفعني به؟ قال: لعلي لو حدثتك حديثاً لبست عليه أذنيك كأنك لم تسمعه، فقلت: إنما جئت لذلك فقال: لو أن الله عذب أهل السماء وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم، ولو أدخلهم في رحمته كانت رحمته أوسع لهم من ذنوبهم، فإذا هو كما قال الله -عز وجل- يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء، فمن عذب فهو الحق، ومن رحم فهو الحق، ولو كانت الجبال لأحدكم ذهباً أو ورقا، فأنفقها في سبيل الله ثمَّ لم يؤمن بالقدر خيره وشره لم ينتفع بذلك، فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته، فقال عبد الله لأبي بن كعب: يا أبا المنذر حدثه، فقال أبي: يا أبا عبد الرحمن حدثه، فحدث ابن مسعود بمثل حديث عمران بن حصين. انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي ١/ ١٥٤ - ١٥٥ بتصرف. (١) في (م): أبيضا. (٢) في (م): السامور. (٣) في (م): شيء.