للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البر والبحر شيئاً ينحت به هذِه الجواهر فتلين ويسهل نحتها وثقبها فلا تصوت؟ فقال: نعم يا نبي الله، أعرف حجراً أبيض (١) كاللبن يقال له السمامور (٢)، غير أني لا أعرف معدنه الذي هو فيه، وليس في الطير بشيء (٣) هو أحيل ولا أهدى من العقاب، فمُرْ بعقاب أن يجعل فراخه في صندوق حجر معه ليلة ثمَّ يسرح ذلك العقاب ويترك فراخه في الصندوق، فإنَّه سيأتي بذلك الحجر فيضرب به ظهر الصندوق حتى يثقبه ليصل إلى فراخه.


= على إثبات قدر الله - سبحانه وتعالى -. وقد أكثر العلماء من التصنيف فيه ومن أحسن المصنفات فيه وأكثرها فوائد كتاب الحافظ الفقيه أبي بكر البيهقي - رضي الله عنه -، والله أعلم.
وروى الطبراني في "المعجم الكبير" عن أبي الأسود الدؤلي قال: خاصمت القدرية فأحرجوني، فأتيت عمران بن الحصين الخزاعي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا أبا نجيد خاصمت القدرية فأحرجوني، فهل من حديث تحدثني لعل الله ينفعني به؟ قال: لعلي لو حدثتك حديثاً لبست عليه أذنيك كأنك لم تسمعه، فقلت: إنما جئت لذلك فقال: لو أن الله عذب أهل السماء وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم، ولو أدخلهم في رحمته كانت رحمته أوسع لهم من ذنوبهم، فإذا هو كما قال الله -عز وجل- يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء، فمن عذب فهو الحق، ومن رحم فهو الحق، ولو كانت الجبال لأحدكم ذهباً أو ورقا، فأنفقها في سبيل الله ثمَّ لم يؤمن بالقدر خيره وشره لم ينتفع بذلك، فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته، فقال عبد الله لأبي بن كعب: يا أبا المنذر حدثه، فقال أبي: يا أبا عبد الرحمن حدثه، فحدث ابن مسعود بمثل حديث عمران بن حصين.
انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي ١/ ١٥٤ - ١٥٥ بتصرف.
(١) في (م): أبيضا.
(٢) في (م): السامور.
(٣) في (م): شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>