للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السلام عليك يا سليمان.

فقال سليمان. وعليك السلام، كيف دخلت هذا القصر وقد منعت من دخوله؟ أما منعك البواب والحجاب؟ ! أما هبتني حيث دخلت قصري بغير إذني؟

فقال: أنا الذي لا يحجبني حاجب، ولا يدفعني بواب، ولا أهاب الملوك، ولا أقبل الرشى، وما كنت لأدخل هذا القصر بغير إذن، قال سليمان: فمن أذن لك في دخوله؟ قال: ربه.

فارتعد سليمان وعلم أنَّه ملك الموت، فقال له: أنت ملك الموت؟ قال: نعم. قال: فبم (١) جئت؟

قال: جئت لأقبض روحك. قال: يا ملك الموت هذا يوم أردت أن يصفو لي، ولا أسمع فيه ما يغمني. فقال: يا سليمان إنك أردت يوماً يصفو لك فيه عيشك حتى لا تغتم فيه، وذلك اليوم لم يُخلق في أيام الدنيا، فارض بقضاء ربك فإنَّه لا مرد له.

قال: فامض لما أمرت به، فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه.

قالوا: وكانت الشياطين تجتمع (٢) حول محرابه ومصلاه أينما كان، وكان للمحراب كوى من (٣) بين يديه وخلفه، فكان الشيطان


(١) في (م): فيم.
(٢) في (م): تسمع.
(٣) سقطت من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>