للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي يريد أن يخلع (١) يقول: ألست جليدا (٢) لئن (٣) دخلت فخرجت من ذلك الجانب، فيدخل حتى يخرج من الجانب الآخر، فدخل شيطان من أولئك فمر، ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان في المحراب إلا احترق، فمرّ ولم يسمع صوت سليمان، ثمَّ رجع فلم يسمع، فوقع في البيت فلم يحترق، ونظر إلى سليمان قد سقط ميتاً، فخرج فأخبر الناس أن سليمان مات (٤) ففتحوا عنه فأخرجوه، ووجدوا منسأته -وهي العصا بلسان الحبشة- قد أكلتها الأرضة، ولم يعلموا مذ كم مات، فوضعوا الأرضة على العصا فأكلت منها يوماً وليلة، ثمَّ حسبوا على ذلك النحو فوجدوه قد مات من سنة (٥).


(١) خلع: أي خرَج من طاعة سُلْطانه، وعدا عليه بالشر وهو من خَلَعْتُ الثَّوب: إذا ألقيته عنك. ويسمى الإمام والأمير إذا عزل خليعا، كأنه قد لبس الخلافة والإمارة ثمَّ خلعها وتركها وخرج منها. وتخلع الرجل: أعطى نفسه هواها، وهو تفعل، من الخلع. والخليع: الشاطر الخبيث الذي خلعته عشيرته وتبرؤوا منه. وجبن خالع: أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه، وهو مجاز في الخلع. والمراد به ما يعرض من نوازع الأفكار وضعف القلب عند الخوف. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٦٤ (خلع).
(٢) الجلد: القوة والصبر. وجليدا: أي: قويا في نفسه وجسمه.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٢٨٤ - ٢٨٦ (جلد). "مختار الصحاح" للرازي (ص ٤) (جلد).
(٣) في (م): إن.
(٤) في (م): قد مات.
(٥) من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>